لم يعلم صديقي بحقيقة أمري وأمر حقيقتي ولم يتحقق بعد
من أموري على نحوٍ يجعله يفكر ويتدبر بأن من يزرع الحب يحصد أنامل الفرح وعوامل
المرح ! نعم لقد حاولت في سنتين تامتين أن أبذر الود على ثبجات القلوب وشغافها !
وأنثر الورد على صفحات الأرواح وشفاهها ! وحرصت أن أقف الى جانب كل عدل أراه عدلاً
وأمقت كل شر أراه شرا ! ولا أزعم انني قديس وملاك وراهب وشيخ وعالم أبداً لا أزعم
هذا ولا ذاك ! لكنني ببساطة بالغة وبمنتهى البساطة أيضاً أحب أن يبقى ضميري ينبض
بالجمال والصدق الى أن أموت ! فراحة الضمير تزيد العمر حلاوة وتضفي عليه طلاوة ! فيكفي أنك تفارق هذه الحياة وأنت
مطمئن الى رحمة الله أنك لم تشارك في قتل نفس بريئة ! ولم تصفق لمجرم قد فعل
الأفاعيل وكأنك قد شاركته في جريمته ! ويكفي أن للحب في قلبك مكانه الأوفر حظاً !
ويكفي أنك تُسعد بكلماتك القلوب الجريحة أو العاشقة على حدٍّ سواء ! ويكفي أنك
تبتسم للطير اذا شقشق وللعصفور اذا زقزق ! وللحبيب اذا رقرق ! وللجفن اذا ذبل ورقّ
! أحب اليتيم وكأنني أبوه الذي فارقه وعاد اليه ! أتغشاه برحمة وود لا تعلمه وكالة
ناسا بكل ما تملكه من مناظير ونواظير وأساطير ! أنا أحب قضيتي فلسطين ولا تغادر عقلي
ولا ذاكرتي ولا مخيلتي ! وأحب العروبة كلها والمسلمين كلهم ! وأعتبر أن من يعيش
بيننا بعضاً من فسيفساء لوحة الوطن المقدسة ! لا أنكر حق مواطن بالعيش الكريم
والحرية والأمان ! لهذا لا أعرف الخذلان ولن أعرف قرود الانس والجان ! فيا صديقي
كتبت هذه الخاطرة وأنت تغطّ في نومك لئلا تسألني أسئلة تفقدني بعض صوابي وبعضاً من
جوابي ! انظر يا صديقي حين تستيقظ الى صفحتى (وصفي المشهراوي ) والتي نشرت صورتي
ليراها أحبابي ولقد رأوها هؤلاء الأحباب الذين هم بذرة الحب الذي جنيته ! وانظر
الى فرحة قلوبهم ماذا قالوا وماذا علّقوا ! من أجل ذلك تعلّق قلبي بهم ولن أخلع
صاحباً هكذا غمرني بلطفه وطمرني بعطفه ! ولكل حبيب مني وأنت أولهم الحب الفصيح
والود الصريح ! الأديب وصفي المشهراوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق