(الهروب من الهموم ) والفرار من الغموم وكأنك
تهرب اليها وكأنك تفرّ حواليها ! هي قوْتُنا لا قوّتنا بل وزادنا وهي الملازمة
كالظل لنا ! لا مفر منها ولا هروب لأنها بعض من كياننا وتركيبتنا ! هي عنصر مخفيّ
في فصيلة دمنا ! فمثلا نحن نعرف 0+ أو ما شابهه من أسماء لكن لو تفحصنا دماء البشر
كلا على حده ودققنا النظر واستعملنا أجهزة متطورة لوجدنا يقيناً أن هناك ما يسمى
متلازمة الهموم وملازمة الغموم ثم نقول بعدها O+ وهكذا دواليك حتى تنتهي من ذكر فصائل
الدم كلها ! نحن نهرب من واقع أليم وفينا ما يقض مضاجعنا لكننا
نؤثر الهروب على البقاء وسط الواقع الثقيل بأهواله وأثقاله ! ونخفف عن أنفسنا حين
نسمع ذاك الشاعر يصرخ ويقول ( أيها الحامل همّاً ان هذا لا يدوم ! مثلما تفنى
المسرّات هكذا تفنى الهموم ) فلا بد مما منه بد هكذا مكتوب على نفس أن تهتم وأن
تغتم ! لكن لا ننسى شيئاً واحداً في خضمّ ما نشكو منه وما نفزع من نتائج ما يتسبب
به بأن هناك قدَرٌ يرسم لنا طُرُقَ الحياة ودروبَ الدنيا ! وأن نتيقن أن الهموم
التي تتغشانا والغموم التي تتولاّنا عبارة عن حبوب تقوية ضد عدم المناعة بل تكون
كمطبات نتزلق فوقها بهدوء لنتصدى لميكروبات المصائب ونتمنع بصلابة المواجهة لتلك
المصاعب بمصل الصبر والتعقل في مواجهة هذا وذاك ! ولقد سمعت حديثاً على قائله
السلام ( إن من الذنوب ذنوب لا يكفرها الا الهموم )! لتشرق مع الحب دنياك ! وتنير
مع الود أنوار محْياك ! الأديب وصفي المشهراوي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق